DEUTEROCANONICSL أى الأسفار القانونية الثانية ( ديتروكانونيكال ) 15 إذ تعتبرها الكنيسة ( أى الأسفار التى نحن بصددها ) أسفارا ً فى نفس مستوى و أهمية الأسفار الأخرى . و هذه الأسفار هى :
1. سفر طوبيا ( موضوع دراستنا ) .
2. سفر يهوديت .
3. تتمة سفر أستير .
4. سفر الحكمة .
5. سفر يشوع بن سيراخ .
6. تتمة سفر دانيال .
7. سفر نبوة باروخ .
8. سفر المكابيين الأول .
9. سفر المكابيين الثانى .
إضافة إلى :
المزمور المائة و الواحد و الخمسين .
صلاة منسى الملك .
أما يهود الشتات فقد إستخدموا هذه الأسفار فى عبادتهم ، نظرا ً لإتساع أفقهم اللاهوتى ، بالنسبة لنظرائهم فى فلسطين ، بل أن جماعة الآسينيين ESSENS و التى سكنت بجوار البحر الميت فى فلسطين كانت تستخدم هذه الأسفار ، حيث عثر فى سنة 1947 م فى كهوف قمران QUMRAN على خمسة أجزاء من سفر طوبيا و بعض من سفر يشوع بن سيراخ .
و قد أشار العالم إسفلدت EISSFALDT فى طبعته الثانية لكتابه AINLATLUNG سنة 1956 م ، أن إكتشافات قمران أثبتت أن المجتمع الأسينى فى قمران ، عرف مجموع كتابات تتفق مغ القانون اليونانى المعمول به لدى يهود الشتات و المأخوذ عن السبعينية .
و على الرغم من أن اليهود يزعمون أن الوحى قد توقف منذ عصر أرتحتشتا ، فى القرن الرابع قبل الميلاد ( كما ورد فى تاريخ يوسيفوس ) فإننا نقرأ فى (2 مكا 2 : 14 ) (و كذلك جمع يهوذا كل ما ضاع منا من الكتب في الحرب الأخيرة ، و هذه الكتب في حوزتنا ألان.) أن يهوذا المكابى قام بجمع بعض الكتب و الأسفار و المخطوطات و قد حدث ذلك فى سنة 163 قبل الميلاد ، مما يدل على أنه كانت هناك أسفار لم تدرج بعد ، عثر عليها بعد عصر عزرا .
فعندما قام عزرا الكاتب بجمع الأسفار المقدسة ، لم يعثر عليها جميعا ً بسبب ظروف الشتات ، كما أن بعض من هذه الأسفار التى نحن بصددها ( مثل يشوع بن سيراخ و المكابيين ) قد كتبت بعد عصر عزرا ، و قد فقد كثير من الأسفار الأخرى التى أشار إليها الكتاب المقدس مثل سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا و إسرائيل و سفر ياشر و سفر حروب الرب و سفر عدو النبى .
و من هنا فإن الترجمة السبعينية تعد عملا ً عظيما ً ، و علميا ً ، و متمم لما قام به عزرا الكاتب ، إذ أنه من المؤكد أن علماء اليهود الذين أوكل إليهم بطليموس فيلادلفوس هذا العمل كانوا موضع ثقة و على دراية كبيرة بالأسفار و الظروف المختلفة التى حولها ، و كان عملهم هذا بتدبير من الله 16 . (أنظر صفحة 106).
و قد ظلت الكنيسة منذ البداية و بعد أن دون السفر كجزء من الكتاب المقدس و ذلك قبل سنة 240 17 متيقظة لأية محاولات تنال من هذه الأسفار ، على مر السنين ، و لعل أول صفة قانونية مجمعية توهب لهذه الأسفار كانت فى مجمع نيقية المنعقد سنة 325 م حسبما صرح بذلك القديس جيروم ، الذى يقول : أن إعتراف هذا المجمع با ، قد قضى على أى شك لديه من ناحيتها .
و قد تصدت الكنيسة الأولى تلك المحاولات ، فى مجمع هيبو HIPPO الذى عقد سنة 393 م و الذى حضره القديس أغسطينوس ، أعقبه مجمع قرطاجنة الأول سنة 397 م ثم الثانى سنة 419 م .
ثم قامت الكنيسة الرومانية بعد ذلك بإعتماد ترجمة القديس جيروم – بعد هذين المجمعين – و أعطتها إسم الفولجاتا VOLGATE أى الشعبية ، معتبرة جميع الأسفار – بما فيها الأسفار موضوع دراستنا – ذات صيغة قانونية واحدة ، دون تمييز .
و بفضل معلمى و آباء الكنيسة الأول ، ضم سفر طوبيا مع بقية الأسفار ضمن مجلد واحد و فى عدة لغات ، متخذة هذه الأسفار ترتيبها بين بقية أسفار العهد القديم ، و ظلت تحظى بالشريعة حتى القرن الرابع عشر ، حين قام العالم المسيحى ( من أبوين يهوديين ) نيقولاوس الليرالى NICHOLUS OF LYRA ( مات سنة 1340 م ) . بعمل طبعة للكتاب المقدس ، وضع فيها هذه الأسفار فى ملحق منفصل ، فى آخر العهد القديم ، هى طبعة WYCLIFFE OF BIBLE سنة 1340 م ، و تعد هذه هى المرة الأولى التى تفصل فيها هذه الأسفار هكذا .
و قد كان لهذا العالم و طبعته هذه ، الأثر المباشر و الرئيسى على مارتن لوثر ، مؤسس حركة الإصلاح، و الذى قام بالتعاون مع العالم الألمانى كارل ستار KARL STAR بعمل ترجمة للكتاب المقدس سنة 1534 م حيث قام بفصلها أيضا ً عن العهد القديم مطلقين عليها إصطلاح ( نافعة للقراءة ) و أسموها أبوكريفا ، ظلما ً .
و منذ ذلك الحين و بدأت تظهر طبعة للملك جيمس للكتاب المقدس K.J.V. ، أحيانا ً بدون هذه الأسفار
، حتى أعلنت جمعية الكتاب المقدس فى بريطانيا بعد مناقشة حادة سنة 1847 م بخصوص هذه الأسفار ، بأنها سوف تحذفها من طبعاتها ، ليس كذلك فحسب و إنما إمتنعت أيضا ًعن مساعدة الجمعيات الأوربية التى تصدر الكتاب المقدس متضمنا ً هذه الأسفار ، و هكذا تدخلت إقتصاديات الطباعة أيضا ً فى حذفها !! .
أما الكاردينال كاجيتان CAJETAN ، و هو الخصم الأكبر لمارتن لوثر 18 فقد صرح قائلا ً :
{ إن الكتب التى كانت معدودة عند جيروم ، قانونية ، يجب أن نعتبرها قانونية ، و التى كانت محسوبة عنده غير قانونية ، ينبغى أن نرفضها } ثم أضاف ] إن الكنيسة مديونة لهذا الأب لأجل تمييزه للأسفار القانونية من غيرها [ .
و أمّا ردّ الفعل المباشر للكنيسة الرومانية تجاه موقف لوثر ، فهو عقد مجمع ترنت TRENT
( جمعية الثالوث ) و ذلك فى سنة 1546 م ، حيث أعلنت فيه ( إن كل من لا يعترف بقانونية هذه الأسفار فليكن أناثيما { محروما ً } ) مستندين فى ذلك أيضا ً على مجمع فلورنسا الذى عقد سنة 1439م و الذى أيد هذه الأسفار و حرم كل من يرفضها ، ثم تمّ تعضيد قرارات هذا المجمع ( ترنت ) فى مجمع الفاتيكان الذى عقد سنة 1870 م .
أمّا فى مصر فقد كانت الكنيسة بمنأى عن هذه الصراعات ، و لم تدخل طرفا ً فيها ، نظرا ً لقناعتها بهذه الأسفار ضمن قائمة الكتب القانونية و ذلك فى قوانين الشيخ الصفى بن العسال ، و كذلك فى قوانين العلامة شمس الرياسة أبو البركات و المعروف بإبن كبر . 19
و أما فى القسطنطينية فقد عقد مجمع ، كملت أعماله فى ( ياش ) سنة 1642 م أيّد فيه قرارت المجامع السابقة على تاريخه ، و أقّر قانونية هذه الأسفار ، و كذلك الكنيسة اليونانية إتخذت نفس الموقف فى مجمع عقده البطريرك دوسيتاوس سنة 1672 م فى أورشليم ، و فى الهند قام العالم الكاهن ( الكانن سل ) بتشجيع الكنيسة هناك على الإهتمام بهذه الأسفار و دراستها .
و فى القرن العشرين ، و منذ أن نشر العالم . كارلس R.H.CHARLES كتابه APOCRYPHA & PSEUDAPIGRAPHA فى سنة 1913 م و تزايدت الرغبة فى دراسة هذه الأسفار لإعطائها نصيبها من الشريعة كبقية الأسفار ، كذلك فقد قوى هذه الرغبة ، ما ورد فى طبعة جود سبيد E.J.GOODSPEED للكتاب المقدس حيث جاء فيه ( أننا لا نستطيع أن نقبل الكتاب المقدس كمرجع للدراسات الثقافية و الفنية و الأدبية و التاريخية و الروحية ، بدون هذه الأسفار ) .
كما يجب ألا ننسى و نحن فى هذا الصدد ، أن نشير إلى الدور البارز الذى قام به المجلس القومى للكنائس NATIONAL COUNCIL OF CHURCHS ، إذ نشر مخطوطات قمران ، مما شجع مجلس الكنائس الأمريكية على تكوين لجنة من علماء الكتاب المقدس لإعداد ترجمة جديدة صدرت سنة 1957 م و تم ضمها إلى طبعة R.S.V ، كما توجد حاليا ً منظمة دولية و هى INTERNATIONAL ORGANIZATION FOR SEPTUAGINT & COGNOTE STUDIES و ذلك لدراسة هذه الأسفار و نشر نتائجها أولا ً بأول .
و أخيرا ً فقد قامت دار الكتاب المقدس فى مصر ( و للمرة الأولى ) بعمل طبعة جديدة للكتاب المقدس بعهديه تتضمن هذه الأسفار ( مجتمعة فى نهاية العهد القديم ) مترجمة عن النص اليونانى .
و فيما يلى قائمة بأسماء بعض القديسين الذين إقتبسوا من سفر طوبيا فى تعاليمهم و كتاباتهم :
القديس كليمندس الرومانى ، تلميذ بولس الرسول – فى رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس تنيح ما بين 90 – 100 م .
القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا – تلميذ القديس يوحنا الحبيب – فى رسالته إلى فيليبى . ولد فى 70 م و تنيح ما بين 155 – 160 م .
القديس كليمندس السكندرى – فى كتابه ( المربى ) ولد فى سنة 155 م و تنيح سنة 220 م .
القديس يوسابيوس القيصرى – فى كتابه تاريخ الكنيسة ولد فى سنة 265 م و تنيح سنة 339 م .
العلامة أوريجانوس – فى كتابه ( الصلاة ) و تنيح سنة 254 م .
القديس أثناسيوس الرسولى – فى دفاعه ضد الأريوسيين . ولد فى سنة 296 م و تنيح سنة 373 م .
القديس ديوناسيوس الرومانى – فى الرد أتباع سابليوس . و تنيح سنة 369 م .
القديس ديديموس الضرير – فى كتابه الثالوث . ولد ما بين 309- 314 م و تنيح سنة 398 م .
القديس كبريانوس ( حيث يصف السفر بأنه الموحى به من الله ) .
القديس إيرونيموس ( جيروم ) حيث قام بترجمة السفر على الآرامية . ولد فى سنة 245 م و تنيح سنة 419 م .
القديس أغسطينوس – فى الرد على البلاجية ، و الموعظة على الجبل ، و مدينة الله و شرح إنجيل يوحنا . ولد فى سنة 354 م و تنيح سنة 430 م .
القديس ديوناسيوس السكندرى – فى رسالته العاشرة . و تنيح سنة 454 م .
و من آباء الكنيسة اللاتينية :
البابا ليون الكبير – فى كتابه ( الرعاية ) ولد سنة 540 م .
البابا كليستوس بابا روما – فى كتاب له عن التعامل مع الآخرين . إضافة إلى مجموعة قوانين الآباء الرسل ( المجموعة الثانية ) القانون 55 ، و مجموعة تعاليم الآباء الرسل .
[/size]