لغة السفر و النصوص الأصلية
يصعب الوصول إلى النص الأصلى من خلال ترجمة ! و لكن العلماء فى القرن الماضى ، رشحوا ثلاث لغات كأصل للنص و هى الآرامية و العبرية و اليونانية ، ثم جاءت مخطوطات قمران لترشح الآرامية و العبرية فقط و فى الوقت ذاته تستبعد اليونانية .
و بعد عدة أبحاث قام بها العالم زمري Zimpreman استطاع الوصول إلى أن النسخة اليونانية المأخوذة عن العبرية ترجع إلى أصل أرامى ، هذا و قد تم العثور على أقدم نسخة يونانية للسفر فى ثلاث صور :
أ- النسخة السينائية – CODEX SINATICUS و رمزها ( S )
ب- النسخة الفاتيكانية – CODEX VATICANUS و رمزها (B)
ج- النسخة السكندرية – CODEX ALEXANDIRUS و رمزها ( A)
و هذه الصور الثلاث لها مضمون واحد على الرغم من وجود بعض الأختلافات الطفيفة بينها ، هذا و قد عثر على النسخة الفاتيكانية فى القرن الرابع الميلادى ، و هى عبارة عن نص متوسط فى حجمه ، بالمقارنة مع النسخة السينائية ذات النص الطويل و التى ترجمت إلى اللاتينية قبل القديس جيروم ، و وجدت متفقة إلى حد كبير مع أجزاء التى عثر عليها للسفر فى قمران ، و قد ترجمت مؤخرا إلى العربية بمعرفة الآباء اليسوعيين ، و هى التى استخدمناها هنا فى دراستنا هذه .
و فى مغارات قمران Qumran تم العثور على خمسة أجزاء من السفر أربعة باللغة الآرامية و الخامس باللغة العبرية ، و قد كتب أحد النصوص الآرامية الثلاثة على ورق بردى ، بينما كتبت بقية الأجزاء الآرامية و العبرية على ألواح من الجلد ، هذا و قد وجد أن النصوص الخمسة تتفق مع بقية النصوص الأخرى ( أنظر صفحة 208 ) .
و قد أكدت مخطوطات قمران أن لغة السفر ليست يونانية ، كما أشارت إلى أن النص الطويل هو الأقدم بالنسبة للنصين الآخرين ( B ، A ) و يقول العالم روبيرت ه. بفيفر ROBERT.H PFEIFFER بعد دراسة قام بها ، أنه يرجح أن تكون الآرامية هى لغة السفر [sup]4 و يقولكذلك أن سفر طوبيا هو أفضل الأمثلة الباقية للقصة السامية القديمة 5 ، و أن أوريجانوسو جيروم كانا محقين فى ظنهما بأن النص اليونانى مأخوذ عن النص العبرى من الأصل الآرامى ، و يضيف بأن الرأى القائل بأن السفر يونانى اللغة فى الأصل ، قد تراجع الآن 6 .
و مع انتشار نسخ كثيرة للسفر ، دعا البابا داماسوس بطريرك روما فى أواخر القرن الرابع الميلادى إلى تكليف القديس جيروم ( إيرونيموس ) بعمل ترجمة لاتينية شاملة للكتاب المقدس ، حيث قام بنشر هذه الترجمة بمعرفة سكرتيره الخاص ، كما يؤكد هو لإثنين من الأساقفة هما كرومانيوس أسقف أكويلا و هليودورس أسقف ألتينو 7 .
و قد نشر الأصل الآرامى بواسطة جامعة أكسفورد و ذلك فى عام 1878 م ، و أما النصوص العبرية فقد نشرت كذلك فى لندن عام 1879 م و ذلك بعدة لغات ، و أما النصوص اللاتينية فقد نشرها القديس جيروم كما سبق .
و بصدد الحديث عن ترجمات السفر المختلفة تجدر الإشارة هنا ، إلى أن عملية الترجمة من لغة سامية كالعبري مثلا ً إلى لغة أخرى غير سامية مثل اليونانى ، لهو أمر فى غاية الصعوبة ، بسبب بعض التعبيرات و المصطلحات الدينية و الفنية المألوفة لليهود أنفسهم دون بقية الشعوب ، مما يضطر المترجم لأن يعبر عن هذا المصطلح أو ذاك بما يوافقه من مفردات لغة هو ، و فى كثير من الأحيان تأتى الكلمة غير مطابقة تماما ً للمعنى الأصلى ، و يلاحظ أيضا ً أن هناك تشابه كبير بين بعض حروف اللغتين العبرية و الآرامية ، مثل :
{ = R } و { = D }
{ = B } و { = K }
{ = O } و { = N فى آخر الكلمة }
{ = S } و { = SH }
و فى اللغة الآرامية مثل :
{ = B } و { = K }
{ = D } و { = R } و هكذا .
[/sup][/size][/b][/size][sup]